بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 5 يناير 2014

كيف أدرك الإسلام منذ بداياته أهمية الجودة وشيوع ثقافة الإخلاص؟


كيف أدرك الإسلام منذ بداياته أهمية الجودة وشيوع ثقافة الإخلاص؟
عبدالله العباسي
إن الإنسان المنصف حين يتابع كثيراً من الحِكَم الواردة في الأحاديث النبوية الشريفة يشعر إنه أمام دين امتلك مفاتيح الحضارة منذ بدايات ظهوره. هذا ما لفت انتباهي من خلال موقف عملي، فقد اعتدت معاودة المركز الصحي في منطقتنا بشكل يومي لمداواة رجلي المصابة بعد إجراء عملية بها. فالمصاب بالسكر لايبرأ جرحه بسبب عدم وصول الدم إليه خصوصاً في الأجزاء السفلية من الساق والقدم، وحتى يتحاشى القطع عليه الرضوخ للمعالجة اليومية.
والمشكلة تكمن في إن معظم الممرضات غير مخلصات في العمل، أو لو أحسنَّا الظن مستواهن لايرقى لمستوى هيئات التمريض في أوروبا، وعدا عن إن ثقافة الإخلاص محدودة في شرقنا العربي، فقد وجدت إحداهن وهي تداوي رجلي إنها تحاول الانتهاء من عملها بعدم تنظيف ما بين الأصابع، فيما الأطباء دائما ما ينصحون - خصوصا المصابين بداء السكري - بتنظيف ما بين أصابع القدم تحاشياً لتجمع البكتيريا في وسطها، إذ قد يؤدي ذلك إلى ما يسمى بالغرغرينا الذي يبلغ مستوى قطع الجزء المصاب.
وعندما وجدت الممرضة قد أهملت تنظيف الأصابع تذكرت حديثاً شريفا للرسول صلى الله عليه وسلم يقول «إن الله يحب أحدَكم إذا عمِل عملاً أن يتقنه»، فذكرته لها فسألت بشيء من الغباء الممزوج بالجهل قائلة يعني شِنُو؟ فأجبتها (أعني اشتغلي من قلبك ونظِّفي ما بين الأصابع بالشاش والمادة المنظِّفة كما يأمركن الطبيب).
ومن يتابع بدقة هذا الحديث رغم قِصَره ورغم أن النبي أشار إليه منذ قرابة خمسة عشر قرناً، ندرك جيداً إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يشير الى أهمية الجودة في العمل، وهذه الجودة اليوم هي صراع الدول الصناعية الكبرى، فكثير من الدول الأوروبية والآسيوية تصنع السيارات على سبيل المثال، إلا أن عدداً محدوداً من السيارات الألمانية متفوقة عليها وتستخدمها لاستقبال كبار الضيوف.
إن سباق اليوم بين هذه الدول هو سباق في البلوغ الى أقصى درجات الجودة، وهذا ما أختصره الرسول صلى الله عليه وسلم في تلك العبارة القصيرة البسيطة التي تقول «إن الله يحب أحدكم إذا عمِل أحدكم عملا أن يتقنه».


هكذا أدرك رسولنا الكريم في بدايات الإسلام أهمية الجودة. دار هذا الحوار في مجلس الدوي المعروف بالمحرق في الأسبوع الماضي وشارك فيه كثير من الحضور، فقد وجدت شخصياً أن الجودة في أي عمل كان كمهنة التمريض على سبيل المثال لاتأتي إلا من خلال انتشار ثقافة الإخلاص، وشطارة الدولة في أن تستطيع زرع ثقافة  الإخلاص لدى كل مواطن، وأن تزرعه من خلال أجهزة إعلامها ومن خلال مختلف الأشكال الممكنة التي تؤدي الى بناء ثقافة الإخلاص التي تؤدي الى الاهتمام بالجودة. 


اختلف الكثيرون حول هذا الموضوع، وكان رأي أكثرهم أن بناء ثقافة الإخلاص لايأتي إلا من خلال الحافز، فليس هناك دافع حقيقي في الإخلاص والجودة إلا من خلال الحافز المادي.
وهنا يكمن الاختلاف، فالذين ينظرون إلى صعوبة خلق ثقافة الإخلاص وهم الأكثرية، ينظرون إلى أهمية الجانب المادي، بينما الطرف الآخر يرى عكس ذلك، فمن يكون حافزه على الإخلاص هو وجه الله وحده لاينتظر عطية أو حافزاً من أحد، فتجده يعمل بإخلاص متواصل، أما ما جعل ثقافة الإخلاص في الغرب أكثر انتشاراً فان الحافز الأدبي الحساس في أوروبا هو تعليم أهمية هذه القيمة من خلال مؤسسات الدولة، فلا أحد في معظم هذه الدول يستطيع أن يتخطى قائمة الارتقاء في التوظيف من خلال أسرته، بل من خلال قدراته العلمية وخبراته، وهو ما يخلق لدى الجميع احترام روح القانون، ولايأتي ابن فلان الخريج الجديد من خارج الوزارة لأنه ينتمي للأسرة الحاكمة أو لأسره ثرية فيتم وضعه على رئاسة المؤسسة، لأنهم يدركون أن في ذلك هلاكاً للمؤسسة وخسارة لها، ولا أحد يتضجر من الوقوف في الطابور لأخْذ دوره في الحصول على شيء ما لايمكن الحصول عليه إلا من خلال هذا الطابور الطويل. هذه القيم والأخلاقيات تعمل على زرع ثقافة الإخلاص للوطن والعمل، أي إنه عندما تُبنى الدولة على التنظيم والقانون قد يكون ذلك ثقيلاً على نفس الشرقيين تعلمه لكن في النهاية سيخلق منهم بشراً يؤمنون بأهمية القانون والعمل والجودة.


أذكر على سبيل المثال أن إحدى الطائرات الكورية أو اليابانية المدنية سقطت في إحدى السنوات ومات جميع من على متنها، فظهر على شاشة محطة التلفاز وزير الطيران وانحنى أمام الجمهور وقدم بكلمات تخنقها العبرات اعتذاره لما جرى خلال هذه الكارثة،  فعزَّى أسر الضحايا، ثم أعلن عن استقالته من منصبه أمامهم، على اعتبار أن سلامة أي مواطن وصيانة كل طائرة من مسؤوليته كوزير. إن هذه الأخلاقيات وهذه الثقافة ليست وليدة حضارة أوروبا وآسيا بل هي من صنع حضارة الإسلام قبل أكثر من 1400 سنة، فقد أعلنها الخليفة عمر بن الخطاب صريحة مدوية بقوله (لو عثرَت بغلة في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها يوم القيامة لِمَ لَمْ تصلح لها الطريق يا عمر؟).
ماذا تعني هذه العبارة من عمر بن الخطاب خليفة رسول الله؟ ألا تعني إعلان مسؤوليته الكاملة عن كل رعاياه بما فيها الدواب كذلك؟ ألا تعني تحمل المسؤولية من قِبَله كاملة وشعوره إنه محاسب أمام الله لتساهله في حق هذه الدابة؟ فماذا فعل الوزير الكوري أو الياباني المستقيل غير اعترافه بمسؤوليته لِما جرى، معفياً نفسه من العقوبة، بينما اعترف عمر بأنه سيحاسب على هذه المسؤولية يوم القيامة، في الوقت الذي نجد اليوم حُفَراً وبلاَّعات مكشوفة في الطرق يسقط فيها أطفال أبرياء ويموتون، مع وجود بلديات ومؤسسات ووزارات أشغال لكن لا أحد يعلن عن مسؤوليته.


نحن بحاجة للعودة الى أخلاقيات الإسلام التي تفرض أداء العمل بإخلاص حتى يتم إتقان ما بين يدي العامل ليصبح عاليَ الجودة، وهو ما تتنافس عليه الدول الصناعية اليوم لترويج بضائعها وتسويقها في مختلف أنحاء العالم. ولن يتحقق ذلك في أمتنا العربية والإسلامية إلا من خلال التمعُّن في هذه الأخلاقيات الفاضلة التي لايبحث صاحبها عن حافز مادي بل يرى أن هذا الحافز يأتي عندما يقابل وجه ربه الكريم يوم القيامة.
أظن إننا نمر بمرحلة خطرة يُجمِع الكثيرون فيها على إن الإخلاص والجودة لايأتيان إلا من خلال حافز مادي دون أن يتذكروا الحافز العظيم من تكريم وإخلاص إذا فاز بالجنة أو من خلال وجود ضمير حي يشعره بالتأنيب إذا ما قصَّر في أداء واجبه.


إن الفراغ الإيماني بل والفراغ القيمي في نفس الإنسان العربي والمسلم وراء هذا التخلف بالبحث عن حياة الرفاه من خلال شعار مرعب هو (لا إخلاص ولا جودة بدون حافز). 

الجودة كلمة غصّت بمعانيها كلمات المعاجم.





الجودة,الإخلاص,الإتقان,الإحسان,الفطرة,الثقة,القرار ,الإبداع,الإنجاز,النجاح,القوة,القدرة,التأثير,القيا دة,
الإنسجام,الجمال,الشمول,الإبتكار,التفاعل ,التغير,الأثر,الإنسانية,إيصال النفع للآخرين,الإبتسامة النقاء...
الجودة كلمة غصّت بمعانيها كلمات المعاجم.
الجودة..تلكَ الجذوة التي تتوقد فلاتنطفي .
الجودة...ذلك النهر الذي يتدفق فنرتوي..
الجودة..هي تلكَ الورد الجورية الندية , والرائحة الشذية.
الجودة...هي الشلات التي بقوتها يتحرك التيار..
الجودة..هي ذلك البستان الوارف الظِلال ,والحديقة الغناء العابقةالأركان .
الجودة ... هي الإتقان مهما كان..
الجودة ...هي الحياة وأجمل فصولها بكل إبداعاتها وروعتها.
الجودة...هي حقيقة المتعة في العطاء..
الجودة...هي ريشة الرسام وفرشاته يصمم بها ويبدع ويبعث على إثر لمساته وحركاته وسكناته,سرور النظر وإعجاب الناظر ..
الجودة...خطوة تتلوها خطوات...
الجودة همٌ ترفعه همة فترتقي بنا نحو قمة ..
الجودة ...بصمات حقيقية وصادِقة لاتمحوها تقلبات الحياة ..
الجودةوالجودة الشاملة حديثنا اليوم
فالجودة الشاملة :هي الإبداع الإلهي والإتقان الرباني الأول في خلق السماوات والأرض والإنسان والكون وسائر المخلوقات.
الجودة الشاملة ..هي الإخلاص والصدق بكل معانيه في تبليغ الرسالة الخالدة التي مثلها عن الله خلفائه في الأرض من الرسل والانبياء عليهم الصلاة والسلام..
الجودة الشاملة ...هي كماقال الله تعالى"وأحسنوا إن الله يحب المحسنين"
وكما قال "إن الله يأمر بالعدل والإحسان "
الجودة الشاملة تتجلى في كمال الدين وسماحة الشريعة في قوله صلى الله عليه وسلم
عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته). رواه مسلم.
الجودة الشاملة :نداء الفطرة ,فلاتحب, العادات القبيحة ,بل تمج ا لسمات الشاذة والروائح الكيهة والمناظر السيئة ,والمأكولات والمشروبات البذيئة ...
الجودة الشاملة .. نداء الفطرة ظاهراً وباطناً ,من جمال الظاهرأ وجمال الباطن ,فهي تحب الإخلاص والصدق وحُسن الظن والجد والطُوح والتواضع والبر والحياء وغيرها من صفات الكمال البشري والجمال الكوني كماتٌبغض الرياء والكذب والنفاق والحسد والخيانة والكبر والبخل والظن السيء, وغيرها من صفات القبيحة
وأخيرها فالجودة الشاملة رسالة سماوية نبوية ,ثبتت بالأدلة الحسية والمعنوية ,فقد نادت بها الفطرة واقرتها الشريعة بالشواهد الكونية والبشرية والنفسية
فقد تم إتقان هذا الوجود بمادل حتماً على المُبدأ
ومادلَ حتماً على المُنتهى ومااثبتى المُتقنُ المُفردَ
نظام بإتقانه الباهر يدُل على الواحد القادِر
وفي الكون للناظر المُعتبر روائع اياتِ رب البشر ..
فأمنتُ به فأمنتُ به فأمنتُ به .