بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 2 مارس 2013

الجودة الشاملة والتمييز في المؤسسات التعليمية - بقلم اعجبني


الجودة الشاملة والتمييز في المؤسسات التعليمية

      مفهوم الجودة الشاملة  :
( هي عملية إدارية ترتكز على مجموعة من القيم تستمد طاقة حركتها من المعلومات التي نتمكن في إطارها من تنظيف مواهب العاملين في النشأة التربوية ، واستثمار قدراتهم الفكرية مختلف مستويات التنظيم على نحو إبداعي لتحقيق التحسن المستمر ) .
    المدارس والمؤسسات التعليمية اليوم ترتكز أكثر على الدرجات من تركيزها على تطوير المهارات المطلوبة .
           بعض مبررات تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة ومنها :
1 ـ ارتباط الجودة  بالإنتاجية .
2 ـ اتصاف نظام الجودة بالشمولية في كافة المجالات .
3ـ عالمية نظام الجودة ، وهي سمة من سمات العصر الحديث .
4ـ عدم جدوى بعض الأنظمة والأساليب الإدارية السائدة في تحقيق الجودة المطلوبة .
5 ـ نجاح تطبيق نظام الجودة الشاملة في العديد من المؤسسات التعليمية .
       الجودة الشاملة تحتاج في تطبيقها إلى القيادة الواعية والسياسات والاستراتجيات التي ينبغي أتباعها لتطبيق نظام الجودة الشاملة في كافة المؤسسات ولاسيما التربوية ، وأن هذه الإستراتيجيات يجب أن تدعم بخطط وأهداف وطرق عمل .
      مهام مديري المدارس في تطوير وإطلاق المعارف والقدرات الكاملة للعاملين على المستوى الفردي والجماعي ، معتمدين على المستوى العام للمدرسة والخطط والأنشطة لتوفير الدعم لسياستها وكفاءة الأداء وآليات العمل .
      كيفية قيام المدرسة بالتخطيط وإدارة الشركاء الخارجيين ، والمصادر الداخلية في سبيل دعم السياسات والإستراتيجيات وفاعلية الأداء والعمل ، ثم كيف تقوم المدرسة بتصميم وإدارة وتطوير عملياتها في سبيل دعم السياسات والإجراءات ، ومن ثم إرضاء المستفيدين ، وزيادة المكاسب لهم والمساهمين في العملية التعليمية .
      ما تحققه المدرسة من نتائج متعلقة بالمستفيدين من الطلبة وأولياء الأمور ، وما الذي تحققه المدرسة من نتائج متعلقة بأفرادها أو العاملين فيها كالمديرين والمشرفين والمعلمين وغيرهم ، وأجاب على تسائله بأن النتائج ستكون إيجابية ، ومحققة للأهداف المرسومة وفق نظام الجودة الشاملة .
     بعض المبادئ التي تقوم عليها الجودة الشاملة ومنها :
1 ـ التركيز على التعرف على احتياجات وتوقعات المستفيدين والسعي لتحقيقها .
2ـ التأكيد على أن التحسن والتطوير عملية مستمرة .
3 ـ التركيز على الوقاية بدلا من البحث عن العلاج .
4 ـ التركيز على العمل الجماعي .
5 ـ اتخاذ القرار بناء على الحقائق .
6 ـ تمكين المعلمين من الأداء الجيد .

      أهداف إدارة الجودة الشاملة ومنها :
1 ـ حدوث تغيير في جودة الأداء .
2 ـ تطوير أساليب العمل .
3 ـ الرفع من مهارات العاملين وقدراتهم .
4 ـ تحسين بيئة العمل .
5 ـ الحرص على بناء وتعزيز العلاقات الإنسانية .
6 ـ تقوية الولاء للعمل والمؤسسة والمنشأة .
7 ـ تقليل إجراءات العمل الروتينية  واختصارها من حيث الوقت والتكلفة .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو :
ما هي متطلبات تطبيق نظام الجودة الشاملة ؟ وقد تحدث عنه المحاضر بتركيز .
1 ـ تهيئة مناخ العمل والثقافة التنظيمية للمؤسسة التعليمية .
2 ـ قياس الأداء للجودة .
3 ـ إدارة فاعلة للموارد البشرية بالجهاز التعليمي .
4 ـ تعليم وتدريب مستمرين لكافة الأفراد .
5 ـ تبني أنماط قيادية مناسبة لنظام إدارة الجودة الشاملة .
6 ـ مشاركة جميع العاملين في الجهود المبذولة لتحسين مستوى الأداء .
7 ـ تأسيس نظام معلومات دقيق لإدارة الجودة الشاملة .
ولكن هل يمكن توظيف الجودة الشاملة في المؤسسات التربوية بشكل عام ومؤسستنا التربوية بشكل خاص ؟
     نظام الجودة الشاملة نظام عالمي يمكن تطبيقه في كافة المؤسسات التربوية وغير التربوية ، غير أنه يحتاج إلى دقة في التنفيذ ، وتهيئة المناخ المناسب لتفعيله ناهيك عن النفقات الكبيرة التي تحتاجها المؤسسة أثناء عملية التطبيق وخاصة فيما يتعلق بتوفير البيئة المدرسية المتميزة من مبان ومرافق وتدريب للكوادر البشرية والتجهيزات المدرسية والمعامل والمختبرات ومعامل اللغات والحاسوب وكل ما يتعلق بالعملية التربوية التعليمية ، وكل ذلك ينبغي توفيره حتى تحصل المؤسسة على مواصفات الجودة الشاملة ، ولا يعني ذلك أن نتخلى بالكلية عن البحث عن مصادر أخرى يمكن أن توصلنا إلى  تحقيق بعض جوانب الجودة الشاملة ، ومن هذه المصادر التدريب لكافة العاملين في المؤسسة ، وتهيئة مناخ العمل ومشاركة الجميع في تفعيل دور المؤسسة والارتقاء به .
     ويذكر بعض خبراء التعليم أن أصحاب الجودة الشاملة أنفسهم قد تخلوا عنها ، بعد أن أصبحوا على قناعة بأنها مثالية أكثر مما تشكل نظاما فاعلا يمكن تطبيقه ، ويحقق الأهداف المنشودة وخاصة في المؤسسات التربوية .

الجودة الشاملة في حقل الإدارة التربوية -بقلم اعجبني


مردود إدارة الجودة الشاملة في حقل الإدارة التربوية:

إن تطبيق إدارة الجودة الشاملة في المجال التربوي له عواقب محمودة الأثر سواء صغر نطاق هذه الإدارة أو كبر ولعل أهم فوائد تطبيق ذلك مايلي:
1. يقود تطبيق إدارة الجودة الشاملة في المجال التربوي إلى خفض التكاليف بصورة ملحوظة نتيجة قلة الأخطاء واحتمال إعادة العمل مرة ثانية.
2. الجودة تؤدي إلى زيادة الإنتاجية في أداء الأعمال.
3. تحسين أداء العاملين من خلال إدارة الجودة الشاملة بنجاح والذي بدوره يعمل على رفع الروح المعنوية للعاملين وخلق إحساس عندهم بالمشاركة الفاعلة في اتخاذ القرارات التي تهم العمل وتطوره.
4. الجودة الشاملة تؤدي إلى رضا العاملين التربويين والمستفيدين (الطلاب) وأسرهم والمجتمع. حيث تركز الجودة الشاملة على إشراك المعلمين في تقديم الاقتراحات، وحل المشكلات بطريقة فردية أو جماعية وكذلك تسعى الجودة الشاملة لاستقراء آراء ورغبات المستفيدين والعمل الجاد على تحقيقها.
5. إن أسلوب إدارة الجودة الشاملة يعتمد عموماً على حل المشكلات من خلال الأخذ بآراء المجموعات العاملة التي تزخر بالخبرات المتنوعة ومن ثم يسهل إيجاد الحلول الملائمة التي يمكن تطبيقها وهو ما يؤدي إلى تحسين فاعلية المؤسسة التربوية وجودة أدائها. كما يساهم هذا الأسلوب في تحقيق الاتصال الفعال بين مختلف العاملين فيها نتيجة لقاءاتهم واجتماعاتهم المتكررة.
6. إن تطبيق مبدأ الجودة الشاملة في المجال التربوي يتطلب وجود مقاييس ومؤشرات صالحة للحكم على جودة النظام التربوي وضرورة الاستفادة من أخطاء المرحلة السابقة في المرحلة المقبلة ومن ثم تعميم الدروس المستقاة من تنفيذ إدارة الجودة الشاملة.
7. إن تطبيق مبدأ إدارة الجودة الشاملة يدفع العاملين إلى البحث ومتابعة تجارب الجودة في مناطق أخرى عربيا ودولياً للاستفادة منها.
إدارة التدريس في ظل مفهوم الجودة الشاملة:
إن الجودة الشاملة هي \" استراتيجية تنظيمية وأساليب مصاحبة ينتج عنها منتجات عالية الجودة وخدمات للعمل، وإن إدارة التدريس في ضوء مفهوم الجودة الشاملة تقوم على أساس تحقيق ما يلي:
• مشاركة الطلاب للمدرس في التخطيط لموضوع الدرس وتنفيذه بما يحقق مبدأ \"الإدارة التشاركية\" وهكذا يكون المدرس والتلميذ على حد سواء مسؤولين عن تحقيق التدريس الفعال.
• تطبيق مبدأ \" الوقاية خير من العلاج\" الذي يقتضي تأدية العمل التدريسي من بدايته إلى نهايته بطريقة صحيحة تسهم في تجنب وقوع الأخطاء وتلافيها ومواجهة الأخطاء وعلاجها أولاً بأول في حال وقوعها.
•  يقوم التدريس الفعال على أساس مبدأ \" التنافس\" والتحفيز الذي يستلزم ضرورة توفير أفكار جديدة ومعلومات حديثة من قبل المدرس والتلميذ على السواء.
•  يتحقق التدريس الفعال في حالة تطبيق مبدأ \" المشاركة التعاونية\" وذلك يتطلب مبدأ \"الإدارة الذاتية\" لإتاحة الفرصة كاملة أمام جميع التلاميذ لإبداء الرأي والمشاركة الإيجابية في المواقف التعليمية التعلمية.
وإذا تحققت الأسس السابقة. 
تتجلي سمات التدريس الفعال في الآتي:_
•     شمول جميع أركان التدريس في المواقف التعليمية التعلمية.
•     تحسن مستمر في أساليب التدريس والأنشطة التربوية.
•     تخطيط وتنظيم وتحليل الأنشطة التعلمية التعلمية.
•     فهم الطلاب لجميع جوانب المواقف التدريسية والمشاركة في تنفيذها.
•     تعاون فعال بين التلاميذ بعضهم البعض، وبينهم وبين المعلم.
•     ترابط وتشابك كل أجزاء الدرس.
•     مشاركة في إنجاز الأعمال، وأداء جاد واثق لتحقيق أهداف الدرس.
•     تجنب الوقوع في الخطأ وليس مجرد اكتشافه.
•     إحداث تغيير فكري وسلوكي لدى التلاميذ بما يتوافق مع مقومات العمل التربوي الصحيح.
•     اعتماد الرقابة السلوكية أو التقويم الذاتي في أداء العمل.
•     تحسن العمل الجماعي المستمر وليس العمل الفردي المتقطع.
•     تحقيق القدرة التنافسية والتميز.
•     مراعاة رغبات التلاميذ وتلبية احتياجاتهم.
•     تحقق جودة جميع جوانب الأداء التدريسي.
•     ترابط وتكامل تصميم الموقف التدريسي وتنفيذه.
ونتيجة لسمات أو ملامح التدريس الفعال في ضوء مفهوم الجودة الشاملة فان المواقف التدريسية تتميز بما يلي:
•     إدارة ديمقراطية مسئولة للفصل بعيدة عن التسلط. وحرية للطلاب في التعبير عن الذات بدون خوف أو رهبة.
•     التحول إلى العمل الجماعي التعاوني المستمر.
•     مساهمة التلاميذ ومشاركتهم في أخذ القرارات.
•     التركيز على طبيعة العمليات والنشاطات وتحسينها و تطويرها بصفة مستمرة بدلاً من التركيز على النتائج والمخرجات.
•     اتخاذ قرارات صحيحة بناء على معلومات وبيانات حقيقية واقعية، يمكن تحليلها والاستدلال منها.
•     التحول الى ثقافة الاتقان بدل الاجترار وثقافة الجودة بدل ثقافة الحد الأدنى، ومن التركيز على التعليم إلى التعلم وإلى توقعات عالية من جانب المعلمين نحو طلابهم.
•     التحول من اكتشاف الخطأ في نهاية العمل إلى الرقابة منذ بدء العمل ومحاولة تجنب الوقوع في الخطأ.
المزايا التي تتحقق من تطبيق مفهوم الجودة الشاملة في التدريس:
1.     الوفاء بمتطلبات التدريس.
2.     تقديم خدمة تعليمية علمية تناسب احتياجات الطلاب.
3.     مشاركة الطلاب في العمل ووضوح أدورهم ومسئولياتهم.
4.     الإدارة الديمقراطية للفصل دون الإخلال بالتعليمات الرسمية.
5.     التزام كل طرف من أطراف العملية التعليمية التعلمية بالنظام الموجود وقواعده.
6.     تقليل الهدر التعليمي في المواقف التدريسية.
7.     وجود نظام شامل ومدروس ينعكس ايجابياً على سلوك الطلاب.
8.     تحقيق التنافس الشريف بين الطلاب.
9.     تأكيد أهمية وضرورة العمل الفريقي الجمعي.
10. تفعيل التدريس بما يحقق الأهداف التربوية المأمولة.
دور المدرسة في تعزيز الجودة في التدريس:
•     على المدرسة أن تعتمد الجودة كنظام إداري والعمل على تطوير وتوثيق هذا النظام.
•     تشكيل فريق الجودة والتميز والذي يضم فريق الأداء التعليمي.
•     نشر ثقافة التميز في التدريس.
•     تحديد وإصدار معايير الأداء المتميز ودليل الجودة.
•     تعزيز المبدأ الديمقراطي من خلال تطبيق نظام الاقتراحات والشكاوي.
•     التجديد والتدريب المستمر للمعلمين.
•     تعزيز روح البحث وتنمية الموارد البشرية.
•     إكساب مهارات جديدة في المواقف الصفية.
•     العمل على تحسين مخرجات التعليم.
•     إعداد الشخصية القيادية.
•     إنشاء مركز معلوماتي دائم وتفعيل دور تكنولوجيا التعليم.
•     التواصل مع المؤسسات التعليمية والغير تعليمية.
•     تدريب الطلاب على استقراء مصادر التعلم.
•     توجيه الطلاب للأسئلة التفكيرية المختلفة.
•     إكساب الطلاب القدرة على تنظيم الوقت.
•     الاستفادة من تجارب تربوية محلياً وعربياً وعالمياً.
إن إدارة الجودة الشاملة ليست مفتاح الفرج، إنه مفهوم يتميز عن غيره من المفاهيم ، بأنه غني في ما يولده من أفكار وأساليب وتدابير، ومشكلته تكمن حين الاعتماد عليه كإطار وحيد للعملية التربوية وإدارتها، يجب عدم التسرع في تطبيقه لأن الجودة الشاملة لا تقوم إلا بروح الجماعة والتعاون والعمل على تضافر الجهود وتكاثفها. إن تطبيق مبدأ إدارة الجودة الشاملة قد نجح وأصاب قدراً كبيراً من النجاح في العديد من التجارب في كل من الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا واليابان وعربياً في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، ومحلياً هناك محاولات جادة , حيث وضعت وكالة الغوث الدولية مبادرة ومقترح إطار ضمان الجودة والذي يعتبر متطلباً رئيسياً لضمان جودة التعليم المقدم في المؤسسة التربوية, ويقوم إطار ضمان الجودة الذي تعمل دائرة التربية والتعليم على تطويره على الدمج بين نظريتين, النظرية الأولى\" المراجعة الذكية \" والتي تمثل عملية التعلم من خلال التخطيط والتنفيذ والمراجعة وتتلخص خطواتها بتحديد المهمة وتحديد المعايير, وتنفيذ العمل, والمراجعة في ضوء المعايير والتعلم من خلال المراجعة. أما النظرية الثانية \"المساءلة \" وهي عبارة عن افساح المجال أمام الأفراد لمعرفة ما يتوقع منهم وعواقب أعمالهم على أنفسهم وعلى الآخرين. وتصب هذه النظرية بشكل مباشر في التوجه نحو المدرسة كبؤرة تطوير, وأهم الخطوات هي توضيح الهدف والمهمة, تحديد التوقعات من الآخرين, تحمل مسؤولية العمل والطلب من الأفراد التعلم من أجل تحقيق التوقعات. ويغطي إطار ضمان الجودة في البيئة المدرسية سبع مجالات: ومنها بالطبع, استراتيجيات وطرائق التعليم والتعلم.ولكن هناك عوائق يجب أن توضع بالحسبان عند تطبيق إدارة الجودة الشاملة في مدارسنا ومن هذه العوائق الظروف القاسية التي نعيشها نتيجة سياسة الاحتلال الإسرائيلي من إغلاق وقمع وأثر ذلك على نفسية كل من الطالب والمعلم، ازدحام الفصول، المعلمون المتعاقدون، نظام الفترتين والبيئة المدرسية وعدم توفر الإمكانات المادية ، العبء الوظيفي ونصاب المعلم الأسبوعي من الحصص، إهمال الحاجات التعليمية الخاصة للطلبة، عدم توظيف طرائق التعليم والتعلم الناشطة. ومع إدراكنا وفهمنا لهذا الواقع يجب أن لا نيأس ورحلة الميل تبدأ بخطوة.

* الجودة الشاملة في المدرسة ((مقاربة .... أمثلة - تطبيقات عملية ))‎-بقلم اعجبني

* الجودة الشاملة في المدرسة ((مقاربة .... أمثلة - تطبيقات عملية ))‎

قد ينظر الكثير من المديرين والمعلمين وحتى المشرفين في الميدان التربوي لمفهوم الجودة الشاملة على أنه مفهوم فضفاض ومن الصعوبة إيجاد صورة مصغرة له داخل المدرسة تستلهم مبادئ ومفاهيم وممارسات الجودة بصورة عملية داخل مدارسنا .

ومن هنا فالتفكير والبحث عن نماذج تطبيقية تقرب هذا المفهوم بصورة واقعية وملموسة

قد يجسر الهوة بين المعنيين وبين هذه الثقافة المستجدة والمستحدثة

ولعل غياب أو عدم وجود أنموذج عملي يشمل تقديم أمثلة ونماذج وتطبيقات عملية لمفهوم الجودة الشاملة في المدرسة

من نافلة القول أن نقرر هنا أن هذه الصورة الذهنية عن الجودة لشاملة سببها كون المفهوم صناعي وإدراري ونشأ في بيئات آخرى غير التربية

وكونها فلسفة إدارية أكثر من كونها تطبيق ملموس في الميدان التربوي يجعلها بعيدة بعض الشيء عن الإفهام .

ورغم وضوح هدف الجودة الشاملة وهو : أحداث تغيرات أساسية في المؤسسة

بهدف الوصول إلى أفضل إنتاجية كماً وكيفا إلا أن الممارسة التطبيقية له ماتزال متأرجحة أو يكتنفها شيء من التردد في التطبيق


الباحثان التربويان : (( الدكتور : ذوقان عبيدات والدكتورة .. سهيلة أبو السميد )) في كتابهما(( إستراتيجيات حديثة في الإشراف التربوي )) أحسب أنهما عملا على تجسير هذه الهوة عبر طرح ((نموذج )) عملي حددا فيه مباديء الجودة الشاملة عموماً ومبادئها في المدرسة ويقدمان تطبيقات عملية لها في حدود المدرسة تمكن المتابع من رصد مؤشرات تحقق الجودة في أي مدرسة وهنا سأورد هذا الأنموذج كما جاء في كتابهما

بدأ الباحثان بالمقاربة بيين مباديء الجودة الشاملة ومبادئها في المدرسة 

مباديء الجولة الشاملة هي :

1- تحسين المنتج النهائي

2- تحسين عمليات الإنتاج

3- تقليل فرص وإمكانات الفشل

4- إنتاج أكبر كمية وأفضل كمية

5- إنتاج مايرضي من العملاء والمستهلكين .

أما مباديء الجودة في المدرسة الواردة في هذا النموذج فهي على النحوالتالي :


1. العميل في المدرسة هو الطالب وولي الأمر

2. كل طالب ومعلم وولي أمر هو مؤول يجب أن يكون له دوره القرآر

3. الطالب والمعلم وولي الأمر هم عملاء المدرسة فهم منتجون ومستهلكون يجب احترام أرائهم وإعطاؤهم الدور العامل

4. - لا يجوز التوصل للتعليم الجيد بوسائل غير صحيحة

o مثل القمع – التلقين – العقوبات- التهديد

5-الرسوب والفشل ممنوعات والمدرسة تتحمل هذه المسؤولية وليس الطالب

6-التعليم هو بناء شخصية دون الخوض في متاهات علاج السلوكيات الخاصة ، والحماية منها والوقوع فيها




كما تطرق الباحثان لخصائص المدرسة ذات الجودة ومؤشراتها وأوردا ست خصائص عملية هي :


1- مدرسة تمتلك رؤية ورسالة وخطة إستراتيجية :

حيث الرؤيا نظرة مستقبلية بعيدة المدى مثل ( جعل التعليم مهنه )

والرسالة : هي مجموعة أهداف وإجراءات تقودنا نحو تحقيق الرؤية أو الاقتراب منها مثل : - * تعلم التفكير الناقد والتفكير الإبداعي

* ندرب طلابنا على الاستقلال والاعتماد المتبادل


* تقدم تعليماً متمايزاً يسمح للجميع بالتفوق

2- مدرسة تمارس الأساليب الصحيحة لتحقيق أهدافها : ومانشاهده على أرض الواقع أن هناك مدارس تحقق إنتاجية عالية على حساب احترام عقول طلابها وشخصياتها من خلال . الاهتمام بالتحصيل الدراسي وتقويته باستخدام العقوبات التهديد النظام الصارم والامتحانات القاسية الواجبات الطويلة والمدرسة هنا تقوم بالأعمال الصحيحة زيادة معدلات التحصيل لكن باستخدام أساليب غير صحيحة .

وبمقارنة هذا الواقع بالجودة الشاملة التي هي ان تقوم بالعمل الصحيح بأسلوب صحيح ومن المرة الأولى وفي كل مرة سنجد أن تلك المدارس رغم تحقيق طلابها نتائج عالية إلا أنها لاتعتبر مدرسة نوعية وذات جودة رغم نسب النجاح التي تحققها


ويمكن للمدرسة أن تحقق بين نسب النجاح العالية والإلتزام بمعايير الجودة من خلال : تحقيق التفوق للطالب بعيدا عن العقوبات والتهديد وإستبدالها بمنظومة عمل تركز على بناء دوافعه الذاتية - مشاركته في اختبار مواد تعليمية واتخاذ القرار تدريبه على العمل الذات

3- منع حدوث الأخطاء

حيث من المعلوم أن مدارسنا اليوم تدرس للطلاب وتقومهم دورياً في أوقات محددة ثم تعلق النتائج فهي هنا تسمح بالخطاء وتراه ويفاجئ الطلاب أولياء أمورهم بالنتيجة أخر العام زوقات عبيرات ، سهي أبو السميد المدرسة قد تسكت عن العيوب والأخطاء وقد لا تتدخل إلا إستثنائياًعند حدوث مشكلة والمطلوب تشخيص واقع كل طالب وجمع معلومات كافية عند وضع برامج ملائمة حمايته من الأخطاء الناتجة عن تعقيدات الامتحانات وطرق التدريس

4- المدرسة ذات الجودة هي مدرسة نمومهني فهي تعمل على نشر ثقافة النمو المهني لمديريها ومعلميها وهيئاتها . بحيث يتحمل كل عامل فيها مسؤولية نموه المهني ويختار برامج نموه في الأوقات التي تناسبه . ومن أبرز أدوات النمو المهني الثاني المتمثلة في التأمل والبحث الإجرائي


5- مدرسة تشجع الحصول على التغذية الراجعة ومن مصادر متعددة


تتعدد مصادر التغذية الراجعة عندما تكون ثقافة المدرسة تشجع على ذلك لأن وجود التغذية الراجعة يعني أن كل في المدرسة يتلقى الدعم والتعزيز والتوجيه من مصادر عدة فالمعلمون مثلاً: يتلقون تغذية راجعة من :

-زملائهم عبر ((الزيارات الصفية الاجتماعات وجلسات التأمل

- طلابهم حين يمنحونهم فرص إبداء وجهات نظرهم في أساليب تعليمهم

ومن أولياء الأمور من خلال ( جلسات عمل دورية )منظمة ومعده ومجدولة وعبر اتصالات هاتفية وورقية أو عبر مدير يهم ومشرفيهم حيث يكون هدف الإشراف والتنمية والطلاب أنفسهم حين يمارسون التأمل الذاتي ويقيمون أنفسهم ذاتياً عبر بطاقات الملاحظة التي يعدونها بأنفسهم

6- مدرسة تتمتع بثقافة إيجابية

ثقافة المدرسة تعبر عن قيمها الأساسية فالمدرسة ذات الجودة الشاملة ((مدرسة طليعية )) تؤمن بإنتاج العقل والبحث العلمي والتجريب وتمنح فرصاً متكافئة للعمل والإنجاز وتتمتع بقيم مختلفة عن المدرسة التقليدية التي ترى التعليم على أنه حفظ معلومات والتعليم نقل تلك المعلومة .؟؟ المدرسة ذات الجودة الشاملة تتمتع بثقافة جودة المنتج وتعرف شكله وصورته كما أنها تركز على دوافع والحب والعمل والتجريب ؟ ؟؟ وتعرز المكونات العاطفية والتطوير والنمو المهني وتدعمه ؟؟ 

الجودة الشامله في مدارسنا رؤية ورساله


الجودة الشامله في مدارسنا
رؤيةورساله-

إن محاولة السعي للنهوض بالعملية التعليميـــة وتحقيق تعليم أفضل أصبح رهنا بتطبيق إدارة الجودة في مجال التعليم العام وذلك لمواجهة المتغيرات التي تجتـــاح المجتمع ، وأيضا لتحقيق طموحات المجتمع في ضـــوء ما يشهده من تغييرات وكذلك لتحسين أوضاع العملية التعليمية . إن نشر ثقافة الجودة الشاملة في التعليم على الهيئة الإدارية والتدريسية والطالبات وأولياء الأمور ،يهدف خلق بيئة مثقفة واعية تدعم وتحافظ على التطوير المستمر قوامها إشراك جميع العاملين في التطوير لتحسين نوعية المخرجات .

مفهوم الجودة فى التعليم له معنيان مترابطان احديهما واقعي والأخر حسي 

فجودة التعليم بمعناها الواقعي تعنى التزام المؤسسة التعليمية بإنجاز مؤشرات ومعايير حقيقية متعارف عليها مثل معدلات تكلفة التعليم الجامعي – أما المعنى الحسي لجودة التعليم فيرتكز على مشاعر وأحاسيس متلقي الخدمة التعليمية كالطلاب وأولياء أمورهم .

لا يمكن للجودة أن تتحقق فى التعليم إلا من خلال تأسيس المنهج الفكري السليم الذي تسير عليه هذه العملية التعليمية ، والتي تضمن إضافة للعلوم والمعارف التي يتلقاها الطالب ، منظومة القيم الخلقية ، ونظم العلاقات الإنسانية ، ووسائل الاتصال المتطورة وغيرها من الضروريات التي تجعل من حياة الطالب في المؤسسة التعليمية متعة ، فضلا عن المادة العلمية التي يتلقاها

إن ثقافة الجودة وبرامجها تؤدي الى اشتراك كل المسئولين فى إدارة المؤسسة التعليمية والطالب وأعضاء هيئة التدريس ليصبحوا جزءا من برنامج ثقافة الجودة وبالتالي فالجودة تعنى القوة الدافعة المطلوبة لدفع نظام التعليم بشكل فعال ليحقق أهدافه ورسالته المنوط به من قبل المجتمع والإطراف العديدة ذات الاهتمام بالتعليم.

لقد فرضت علينا المتغيرات الحديثة فى العالم المتقدم ضرورة الأخذ بمنهج التخطيط الاستراتيجي لبناء أجيال قادرة على مواجهة هذه التغيرات بفكر جديد يتجاوز حدود الواقع ويستشرف المستقبل بما يحمله فى طياته من تهديدات وفرص متاحة ، من هنا ياتى توجيه كيان المؤسسة التعليمية نحو ضمان الجودة والاعتماد


*
أهمية الجودة فى التعليم :

1-
مراجعة المنتج التعليمي المباشر وهو الطالب .
2-
مراجعة المنتج التعليمي غير المباشر
3-
اكتشاف حلقات الهدر وأنواعه المختلفة .
4-
تطوير التعليم من خلال تقويم النظام التعليمي وتشخيص القصور فى
المدخلات والعمليات والمخرجات حتى يتحول التقويم الى تطوير حقيقي و
ضبط فعلي لجودة الخدمة التعليمية .
المبادىء الأساسية التى يقوم عليها بناء ثقافة الجودة الشاملة :

1.
حاجة كل فرد فى المنشأة الى شعور واضح واتجاه قوى تجاه هذه الثقافة.
2.
حاجة كل فرد ان يشعر بالمغزى والتفرد لهذه الثقافة .
3.
توقع الأحسن والأفضل من هذه الثقافة .
4.
القائد القوى الإرادة يدفع بهذه الثقافة داخل المنشأة
المتطلبات الأساسية لخلق ثقافة الجودة الشاملة
1.
المعرفة الصحيحة بالمستفديين .
2.
المعرفة الصحيحة بالمنافسين .
3.
المعرفة الصحيحة بتكلفة إنشاء وخلق تلك الثقافة .
4.
قياس الأداء من خلال رضاء المستفيد .
5.
ضرورة التأكد من كل العاملين يعملون بفلسفة وأهداف الجودة .
6.
التزام الإدارة بالتحسين المستمر فى الجودة .
7.
الاهتمام بالأسلوب الوقائى فى العمل .
8.
التخطيط السليم قبل البدء فى العمل .
خاتمة :
من خلال اتباع الأمانه والاخلاص في تحقيق مبدأ الجودة في كل جانب من جوانب العمل ، ابتداء من التعرف على احتياجات المستفيد وانتهاء بتقويم رضا المستفيد سنتمكن من رفع مستوى جودة المنتج التعليمي بأقل جهد وكلفة سعيا لتحقيق كافة الأهداف التربوية التعليمية .