بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 7 فبراير 2013

بين جودة التعليم والمعلم والمتعلم والتربية


بين جودة التعليم والمعلم والمتعلم والتربية


المعلم هو عصب العملية التعليمية ويعد دعامة أساسية من دعامات النهضة والتطوير داخل المجتمعات، فهو من يبنى الأجيال وينمي فكرهم وثقاتهم، مما يسهم بشكل كبير في تقدم الأمم ورسم مستقبلها، ولقد كان للمعلم فيما مضي مكانته الاجتماعية التي تمنحه التقدير والتبجيل من قبل كافة أفرد المجتمع لإدراكهم بمكانته و أنه صاحب رسالة مقدسة وعليه تبعة تقدم المجتمع ونجاحه في جميع مناحي الحياة.
من هنا كان اهتمام جودة التعليم بالتنمية المهنية للمعلم، ووضعت بعض المعايير والممارسات التي تسهم في تفعيل دور المعلم بصورة مثلى، واجب على المعلم تنفيذها وصولاًً إلى الجودة والاعتماد، وهي تركز على إلمام المعلم بدوره ومسئولياته والعمل على تنفيذها والتطوير المستمر للمعلم في استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة ومصادر المعرفة المختلفة، والتنمية المهنية المستمرة والاستفادة من التغذية الراجعة التي توجه إليه من قبل الجهات الخارجية والداخلية التي تتابع سير العملية التعليمية داخل المؤسسة التعليمية.

وحيث إن المعلم له دور أساسي في نقل المعرفة والمعلومات للطالب، لذا اهتمت معايير وممارسات الجودة بتنمية قدرات المعلم في التعامل مع شبكة الانترنت ومصادر المعرفة المتنوعة، كالمكتبة والتدريبات المهنية وتوسيع دائرة الإطلاع فيما يتعلق بالمعلومات المرتبطة بالمنهج الدراسي الذي يقوم بتقديمه للمتعلمين وكذلك تنمية مهارات المعلم على إعداد الأبحاث الإجرائية التي تتعلق بمشاكله ومشاكل العملية التعليمية داخل المؤسسة التعليمية، وطرح هذه المشكلات وتوضيحها وتقديم الحلول لها، بما يتناسب مع الجانب الثقافي لمجتمع المؤسسة التعليمية والاستفادة من نتائجها، حيث تسهم هذه الأبحاث في تحويل شخصية المعلم إلى شخصية منتجة للمعرفة مما يكون له مردود ايجابي على المتعلم والمجتمع.

و تساعد التنمية المهنية والمعرفية للمعلم في تنمية الجوانب المعرفية للمتعلمين لتنمية المهارات الحياتية لديهم المتعلقة بالقدرة على التفكير والتعبير بشكل جيد عن أنفسهم، ومواجهة المواقف المختلفة في الحياة، والقدرة على إيجاد حلول ناجعة لها، وكذلك يتيح هذا الجانب للمعلم تحديد الأهداف المرجوة من الدرس بصورة اكبر وتحقيقها، مما يوجد لدى المعلم تطوير وتنمية مهنية مستمرة تعمل على تحقيق الفاعلية التعليمية بشكل جيد.

وتهتم معايير وممارسات بالجودة بأن يقوم المعلم بتنويع استراتيجيات وطرق التدريس داخل الفصل، كالعصف الذهني واستنتاج الأفكار المتعلقة بموضوع الدرس من المتعلمين والمناقشة، ولعب الأدوار والمشاهد التمثيلية والمحاكاة بما يتناسب مع المنهج، وما يفرضه الموقف التدريسي بهدف توصيل المعلومة وإثارة المتعلم.

كما تعنى معايير وممارسات الجودة بأن يهتم المعلم بتنمية الجانب المعرفي للمتعلم بتوصيل المعلومة بشكل جيد مكتمل الجوانب لتنمية الجانب المهاري عنده بتوظيف المعامل داخل المؤسسة التعليمية بفاعيلة وتدريبه على الجوانب العملية والتطبيقية المرتبطة بالمنهج الدراسي والجانب الوجداني وذلك بإشعار الطالب بأهمية المادة العلمية التي يتلقاها وقدرته على تكوين فكره وتنمية مجتمعه ومكانته الاجتماعية.

ولم تهمل معايير وممارسات الجودة بأن يهتم المعلم بالفروق الفردية للمتعلمين، وأن يعمل على توفير البرامج العلاجية والأنشطة اللازمة لرعاية الطلاب الموهوبين والضعاف وذوي الاحتياجات الخاصة، وتطبيق هذه البرامج عليهم كل حسب حالته، مما يثري الفكر لديهم ويساعدهم على تنفيذ العملية التعليمية بشكل جيد.

وحثت معايير وممارسات الجودة المعلم على الالتزام بأخلاقيات مهنة المعلم، وأن يكون القدوة للمتعلمين داخل المؤسسة التعليمية والمجتمع المحيط بها، مما يحقق له جانب كبير من الهيبة والوقار، وذلك بتحقيق النظام والانضباط داخل الصف الدراسي، مع توفير مناخ يسمح بالحوار والمناقشة وتقبل الرأي الآخر، وأن يتعامل مع المتعلمين بشفافية، وأن يحقق جانب العدالة والمساواة داخل الفصل، وأن يلمس الجانب الحسي لدى المتعلم، ويتقبل ردود أفعالهم ويتعامل معها بشكل علاجي يستفيد منه المتعلم، وينعكس على سلوكه وأن يتفاعل داخل المجتمع المحيط به ومشاركته في المناسبات الوطنية والدينية والمساهمة في حل المشكلات التي تحيط بالمجتمع بما يحقق له مكانة جيدة داخل المجتمع.

ولم تهمل معايير وممارسات الجودة اهتمام المعلم بتقويم المتعلمين في الجانب المعرفي والمهاري والوجداني، واستخدام أساليب متنوعة لتحقيق هذا التقويم وان يستفيد من نتائج هذا التقويم في تحسين أداء المتعلمين والتحسين من أداءه التدريسي وبرامجه الاثرائية والعلاجية التي يقوم بتطبيقها على المتعلمين.

إن المعلم له مكانته التي تفرض على الجميع احترامه وتقديره والاهتمام به، من هنا كان اهتمام جودة التعليم بالمعلم وإبراز دوره ومكانته والحرص على تنمية قدراته المهنية والتكنولوجية، ليكون لذلك مردوده على النهوض بالمجتمع وتطويره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق